للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسان أحد من الرسل في ملة من الملل شيئا من ذلك (١)

الوجه الثالث: أن هذا المنهج موافق لمن يأمر بتزكية النفوس بهذه الوسائل ممن لا يتقيد بمتابعة الرسل من أتباع الفلاسفة، كما يأمرون بعشق الصور المحرمة ونظرها، وذلك كله مما تحيا به النفوس الأمارة بالسوء؛ لما لها فيه من الحظ، ويقوى به الهوى، وتموت به القلوب المتصلة بعلام الغيوب، وتبعد به عنه (٢)

الوجه الرابع: أن الله تعالى أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا، فما ترك لنا شيئا يقرب منه، ومن دار كرامته إلا وأرشدنا إليه، ولا شيئا يباعد عنه، وعن دار كرامته إلا وزجرنا عنه، ولما كان الآدمي مركبًا من جسد وروح، ولكل منهما غذاء يتغذى به، ولو فقدنا لأضر بها، فإنه لا غذاء للقلب والروح سوى معرفة الله تعالى، ومعرفة عظمته، وجلاله، وكبريائه، وما يترتب على ذلك من خشيته، وتعظيمه، وإجلاله، والأنس به، والمحبة له، والشوق إلى لقائه، والرضا بقضائه، حتى يصير قلبا سليما، وقد أمر الله تعالى بما يصلح هذا القلب، ويوصله إلى هذه المنزلة، ونهاهم


(١) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٢. ') ">
(٢) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٢، وفضل علم السلف ٣/ ٢٥، ويراجع: الاستقامة ١/ ٤٤٨ - ٤٤٩، ٢/ ١٧٧.