وقف نبيكم صلى الله عليه وسلم بهذا المكان المبارك وخطب الناس وصلى الظهر والعصر جمعاً وقصراً - كما سنفعل إن شاء الله تعالى -، ثم وقف بعرفة إلى أن غربت الشمس فانصرفوا منها بعد غروب الشمس اقتداء بنبيكم صلى الله عليه وسلم وصلوا بمزدلفة المغرب والعشاء جمعا وقصراً متى وصلتم إليها، ولكم الدفع منها بعد مضي معظم الليل، وصلوا بها الفجر، فذلك أفضل، ثم ائتوا منى وارموا جمرة العقبة، ثم احلقوا أو قصروا، ومن قدم شيئا فلا حرج عليه، وبذلك قد حل كل شيء حرم عليكم بالإحرام إلا النساء. ثم طوفوا بالبيت واسعوا إن كنتم متمتعين أو قارنين، ول تسعوا مع طواف القدوم.
ثم بيتوا بمنى ليالي التشريق وارموا الجمار بعد الزوال إلى طلوع الفجر، وكل ذلك متيسر والحمد لله، ثم ودعوا البيت الحرام، واسألوا الله القبول، والتوفيق والسداد.
أيها المسلمون: أيها الشعب العراقي المسلم: لقد انطلق صوت الحق والهدى يدعوكم إلى التآلف والاجتماع من قلب رحيم، شفيق عليكم، حريص على مصالحكم، يؤلمه ما يشاهد من سفك الدماء، وهذا التدمير والخراب، يدعوكم إلى جمع الكلمة والاتفاق،
(١) رواه الترمذي في سننه ٣/ ٢٣٧، ح٨٨٩، والنسائي في سننه ٥/ ٢٥٦، ح٣٠١٦، وابن ماجه في سننه ٢/ ١٠٠٣، ح٣٠١٥، وأحمد في مسنده ٤/ ٣٠٩، والحديث صححه الألباني (إرواء الغليل ٤/ ٢٥٦، ح١٠٦٤).