للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو القاسم النسيب: سمعت الخطيب يقول: كتب معي أبو بكر البرقاني كتابا إلى أبي نعيم الحافظ يقول فيه: وقد رحل إلى ما عندك أخونا أبو بكر -أيده الله وسلمه- ليقتبس من علومك، وهو -بحمد الله- ممن له في هذا الشأن سابقة حسنة، وقدم ثابت، وقد رحل فيه وفي طلبه، وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله، وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك مع التورع والتحفظ ما يحسن لديك موقعه.

قال عبد العزيز بن أحمد الكتاني: سمع من الخطيب شيخه أبو القاسم عبيد الله الأزهري في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وكتب عنه شيخه البرقاني، وروى عنه. وعلق الفقه عن أبي الطيب الطبري، وأبي نصر بن الصباغ، وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري، رحمه الله.

قلت: صدق. فقد صرح الخطيب في أخبار الصفات أنها تمر كما جاءت بلا تأويل.

قال الحافظ أبو سعد السمعاني في " الذيل ": كان الخطيب مهيبا وقورا، ثقة متحريا، حجة، حسن الخط، كثير الضبط، فصيحا، ختم به الحفاظ، رحل إلى الشام حاجا، ولقي بصور أبا عبد الله القضاعي، وقرأ " الصحيح " في خمسة أيام على كريمة المروزية، ورجع إلى بغداد، ثم خرج منها بعد فتنة البساسيري لتشويش الوقت إلى الشام، سنة إحدى وخمسين، فأقام بها، وكان يزور بيت المقدس، ويعود إلى صور، إلى سنة اثنتين وستين، فتوجه إلى طرابلس، ثم منها إلى حلب، ثم إلى الرحبة، ثم إلى بغداد، فدخلها في ذي الحجة. وحدث بحلب وغيرها.