محمد بن عمرو: عن أبيه، عن جده، عن عائشة قالت: حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، سعد بن معاذ، وهو يموت في القبة التي ضربها عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد. قالت: والذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر، وإني لفي حجرتي، فكانا كما قال الله رحماء بينهم قال علقمة فقلت: أي أمه، كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع؟ قالت: كان لا تدمع عينه على أحد، ولكنه كان إذا وجد، فإنما هو آخذ بلحيته.
يزيد بن هارون: أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل من الأنصار، قال: لما قضى سعد في بني قريظة، ثم رجع، انفجر جرحه، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه فوضع رأسه في حجره، وسجي بثوب أبيض، وكان رجلا أبيض جسيما. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك، وصدق رسولك، وقضى الذي عليه، فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا ". فلما سمع سعد كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتح عينيه، ثم قال: السلام عليك يا رسول الله، إني أشهد أنك رسول الله. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل البيت:" استأذن الله من ملائكته عددكم في البيت ليشهدوا وفاة سعد ". قال: وأمه تبكي وتقول:
ويل أمك سعدا
حزامة وجدا
فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " دعوها فغيرها من الشعراء أكذب " هذا مرسل.
الواقدي: أنبأنا معاذ بن محمد، عن عطاء بن أبي مسلم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما انفجرت يد سعد بالدم، قام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتنقه، والدم ينفح من وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولحيته، حتى قضى.