للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاصم بن عمر: عن محمود بن لبيد، قال: لما أصيب أكحل سعد، فثقل، حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة تداوي الجرحى. فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مر به يقول: " كيف أمسيت، وكيف أصبحت؟ " فيخبره، حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها وثقل، فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله، فقيل: انطلقوا به. فخرح وخرجنا معه، وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا، وسقطت أرديتنا، فشكا ذلك إليه أصحابه، فقال: " إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة ". فانتهى إلى البيت، وهو يغسل، وأمه تبكيه وتقول:

ويل أم سعد سعدا

حزامة وجدا

فقال: " كل باكية تكذب إلا أم سعد ". ثم خرج به، قال: يقول له القوم: ما حملنا يا رسول الله ميتا أخف علينا منه. قال: " ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم، قد حملوه معكم ".

شعبة: عن سماك، سمع عبد الله بن شداد يقول: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سعد وهو يكيد نفسه، فقال: " جزاك الله خيرا من سيد قوم، فقد أنجزت ما وعدته، ولينجزنك الله ما وعدك ".

حماد بن سلمة: عن محمد بن زياد، عن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ أن بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى سعد، فجيء به محمولا على حمار، وهو مضنى من جرحه، فقال له: " أشر علي في هؤلاء ". قال: إني أعلم أن الله قد أمرك فيهم بأمر أنت فاعله. قال: " أجل، ولكن أشر ". قال: لو وليت أمرهم، لقتلت مقاتلتهم، وسبيت ذراريهم. فقال: " والذي نفسي بيده لقد أشرت علي فيهم بالذي أمرني الله به ".