للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - ما ورد عنه في معنى قول السلف: " أمروها كما جاءت " وإن الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب:

١ - قال ابن معين: شهدت زكريا بن علي سأل وكيعا، فقال: يا أبا سفيان هذه الأحاديث يعني مثل حديث الكرسي موضع القدمين، ونحو هذا؟! فقال وكيع: أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرا يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون بشيء (١).

٢ - قال الترمذي في سننه: في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار بعد أن أخرج حديث رؤية الباري عن أبي هريرة قال: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية، أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء.

والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها، ولا يقال: كيف؟ وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال: كيف؟ وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه، وذهبوا إليه (٢).

٣ - قال أبو حاتم الرازي: ثنا أحمد بن حنبل ثنا وكيع يحدث في الكرسي قال: فاقشعر رجل عند وكيع فغضب، وقال: أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه


(١) ترتيب تاريخ ابن معين (٢/ ٦٣١) والكنى للدولابي (١/ ١٩٢).
(٢) سنن الترمذي (٤/ ٦٩١).