للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقول الثاني: أن المراد بسبيل الله الغزاة والحجاج والعمار، وقد قال بهذا القول مجموعة من العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء، وفيما يلي بعض من أقوالهم:

وقال ابن كثير: وأما في سبيل الله فمنهم الغزاة الذين لا حق لهم في الديوان، وعند الإمام أحمد والحسن وإسحاق من سبيل الله؛ للحديث (١).

* * *

وقال الخازن في تفسير قوله تعالى: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٢) وقال قوم: يجوز أن يصرف سهم سبيل الله إلى الحج. يروى ذلك عن ابن عباس، وهو قول الحسن وإليه ذهب أحمد ابن حنبل وإسحاق بن راهويه. اهـ (٣).

* * *

وقال الشوكاني في تفسيره قوله تعالى: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٤) وقال ابن عمر: هم الحجاج والعمار، وروي عن أحمد وإسحاق أنهما جعلا الحج من سبيل الله. اهـ (٥).

* * *

وقال القرطبي: الثانية والعشرون - قوله تعالى: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٦) هم الغزاة وموضع الرباط - إلى أن قال - وقال ابن عمر: الحجاج والعمار. ويؤثر عن أحمد وإسحاق رحمهما الله أنهما قالا: سبيل الله الحج. وفي البخاري: ويذكر عن أبي لاس: «حملنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على إبل الصدقة للحج (٧)». ويذكر عن ابن عباس: ويعتق من (زكاة) ماله ويعطى في الحج. خرج أبو محمد عبد الغني الحافظ حدثنا محمد بن محمد الخياش، حدثنا أبو غسان مالك بن يحيى حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن أبي نعم - ويكنى أبا الحكم - قال: كنت جالسا مع عبد الله بن عمر فأتته امرأة فقالت له: يا أبا عبد الرحمن، إن زوجي أوصى بماله في سبيل الله، قال


(١) تفسير القرآن العظيم جـ ٢ ص ٣٦٦
(٢) سورة التوبة الآية ٦٠
(٣) لباب التأويل في معاني التنزيل جـ ٣ ص ٩٢.
(٤) سورة التوبة الآية ٦٠
(٥) فتح القدير جـ ٢ ص ٣٧٣
(٦) سورة التوبة الآية ٦٠
(٧) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٢١).