خلال الربع الثالث من هذا القرن فوجئ الناس بأخبار الأعضاء تزرع في بعض الأجسام، وقد تعددت القلوب التي استعيرت من أجسام لتركب في أجسام غيرها. . وتسابق علماء الأحياء في كشوفهم وتجاربهم المتصلة بهذه الناحية، وكان منها تركيب الخبراء الروس رأس كلب على جسم كلب آخر.
وانطلقت عقيب هذه التجارب أسئلة الفضوليين: هذه القلوب التي تبادلت حملتها، والأدمغة التي يحتمل أن تنقل كالقلوب من أشخاص إلى أشخاص، كيف تؤدي حسابها أمام الله يوم يحشر الخلق للثواب والعقاب؟. أيكون حسابها عن الأجسام التي كانت فيها أم يكون عن الأجسام التي صارت إليها؟!.
حقا إنها لأسئلة محيرة كل التحيير. . ولكن هذه الحيرة لا تلبث أن تتبدد، كالفقاعة التي تتصاعد من أسفل الوعاء فما إن تمس سطحه حتى تفرغ شحنتها في مكانها من الهواء فإذا هي في حكم العدم. . وهذا ما سينتهي إليه المتأمل عندما يعود إلى النظر العميق في وظائف الأعضاء من الجسم الحي.