للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبي صلى الله عليه وسلم: «أو ما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم يلاعبه تحت ظل العرش؟ قال: بلى يا رسول الله (١)».

وفي المعنى أحاديث كثيرة جدا. وقد كان الصحابة يرجون ذلك عند موتهم، كما روي عن أبي ذر أنه لما حضرته الوفاة بكت أم ذر فقال لها: أبشري ولا تبكي؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة، فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبدا (٢)». وقد مات لنا ثلاثة من الولد.

والحديث الذي قبله يدل على أن أطفال المسلمين الموتى يلعبون تحت ظل (١٨٤ / ب) العرش، وفي حديث أبي هريرة أنهم دعاميص الجنة. والدعموص: دويبة صغيرة تكون في الماء. والمعنى أنهم يتربون في أنهار الجنة، ويغتمسون فيها، وفي رواية: ينغمسون في أنهار الجنة (٣). يعني يلعبون فيها.

وقد روي أنه يكفلهم إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة عليها السلام.

وخرج ابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم


(١) أخرجه في المعجم الكبير من حديث إبراهيم بن عبيد كما في المجمع ٣/ ١٠.
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٥٥).
(٣) ذكرها ابن ناصر الدين في برد الأكباد / ٢٣.