للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ ـ أساس التفاضل في الإسلام: وأما أساس التفاضل في الإسلام فهو أساس عادل يتمثل فيما يستطيعه الإنسان من أعمال تسعده وتقدمه في حياته، فالإسلام واقعي في نظرته إلى الأشياء؛ لأنه وحي الله فلا يلقى وجود التفاضل والتمايز بين الناس، فالناس في الواقع ليسوا سواء , ولكن لا يجعل التفضيل قائمًا على الأسس السابقة الظالمة التي لا دخل للإنسان فيها، وإنما يجعله في قيمة جامعة لكل خصال الخير والبر ظاهرًا وباطنصا، وهي قيمة التقوى، فيقول جل شأنه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (١) .

فمن أراد أن يكون فاضلًا فإن فضله ورقيه وقربه من ربه بمقدار ما يحصل من معاني التقوى، ولا شك أن هذا الأساس يدفع البشرية إلى التسابق في الخيرات وترك المنكرات، وهذا في صالحها، وفي الوقت الذي يدعم فيه الإسلام هذه القيمة يرد على الادعاءات الباطلة في التفاضل الظالم , مثال ذلك قوله تبارك وتعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (٢) .

ومن مجموعة هذه الأسس وغيرها يتضح لنا كيف يهدف الإسلام في علاقة الإنسان بغيره إلى تحقيق الأمن والسلم والحياة الطيبة للأفراد والجماعات , فيحيل المجتمعات البشرية من العداوة والبغضاء إلى أن يكونوا بنعمة الله إخوانًا.


(١) سورة الحجرات: الآية ١٣
(٢) سورة النساء: الآية ١٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>