ومن تلك الأساليب: أسلوب البعثات الثقافية، وإنشاء الجامعات في الأرض الإسلامية، أو تربية الطلاب المبعوثين منها إلى الغرب وإشباعهم بالأفكار المادية، وتحويلهم بالتالي إلى عملاء فكريين، يرجعون إلى بلادهم فيبشرون بالحضارة والفكر الغربيين، ويعملون على إنقاذ شعوبهم من جهلها وتخلفها.
كما أن منها أيضًا: الاستفادة من الحكام العملاء، الذين أمسكوا أَزِمَّة الأمور في تمرير المخططات المختلفة.
ويعد أسلوب الاستفادة من الأحزاب العميلة من أخطر الأساليب في هذا المجال.
والواقع: إنه لولا ما يحمله الفكر الغربي من نقص ذاتي وانحراف ونبو من قبل الفطرة تجاهه من جهة، وما تملكه الأمة من نور عقائدي حتى على مستوى (البصيص المتبقي) ، ووجود بعض العلماء والمفكرين الواعين الذين انتبهوا للخطر من أول الأمر، لأمكن لتلك الحملة الظالمة أن تحطم الشخصية الإسلامية بالكامل، وتترك الإسلام محطمًا، منعزلًا، بعيدًا عن الحياة الاجتماعية، في حين تترك الأمة مكبلة إلى الأبد بالقيود الفكرية والحضارية الغربية الغريبة عليها.