الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن
صاحب الفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
صاحب لفضيلة الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
أيها الإخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد؛
فإنه من دواعي سروري أن أتشرف بالمشاركة مع إخواني أصحاب المعالي والفضيلة أعضاء المجمع الفقهي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، الذي ينعقد لمناقشة ما يهم المسلمين من موضوعات مطروحة للبحث في هذا اللقاء المبارك.
أيها الجمع الكريم:
لا يخفى على الجميع ما يواجهه المسلمون في هذا العصر من تحديات ومشكلات، وما تتعرض له الأمة الإسلامية من غزو يهدد كيانها، ويقوض معالمها، ويفكك عرى الإيمان والإسلام في صفوف أبنائها، وهي تحديات تجاوزت عبور الخطوط البرية والبحرية والجوية إلى خطوط فضائية؛ تجاوزت حدود الأرض والعرض وما يباح وما لا يستباح، ولا شك أن مواجهة هذه التحديات لا تتوقف على جهة دون أخرى، أو تنحصر في مسؤولية جهة دون غيرها، فقد تجاوزت هذه التحديات حدود السلطات والمؤسسات، وبدأت تتعامل مع الأفراد مباشرة, وداخل البيت الواحد، وهي عودة بالإنسان إلى تجاوز السلطات والمرجعيات التنظيمية والتقليدية، وعلى قدر هذا الخطر علينا أن نواجه المسؤولية. ومع أن الحركة العلمية الإسلامية خلال الأربعين عاما الماضية قد بشرت بالخير الكثير، فقد قام العديد من الجامعات والمجامع والمراكز والمجالس والهيئات والمنظمات في الدول الإسلامية، ومع أنه عمل لا يستكثر، فإنه يحتاج إلى المزيد من المعالجات الشرعية، وهي مهام المجامع الفقهية وهيئات ومجالس الإفتاء التي تضم الكثيرين من خيار هذه الأمة، من الذين ندبوا أنفسهم للدعوة إلى الخير وقول كلمة الحق بما أوتوا من كتاب الله، وما يترتب على هذا الإتيان من بيان وعدم كتمان.