كثيرًا ما يشكو المسنون من نسيانهم للأحداث القريبة، فبعضهم ينسى ما حدث له من شهر واحد، وآخرون ينسون ما قالوا منذ دقائق معدودات، وفئة أخرى تنسى الأشخاص القريبين منهم تدريجيًا، فتبدأ بنسيان الأصدقاء ثم الأقرباء ثم الأولاد.
وثمة آخرون يشكون من تلعثم الكلام، وعدم القدرة على التركيز والتعبير عما يجيش في نفوسهم.
والحقيقة أن كل هذه الأعراض هي جزء من حالة مرضية لا تصيب كل المسنين، بل تحدث عند بعض الأشخاص الذين يفقدون قدرتهم على التركيز والتفكير، نتيجة لشيخوخة خلايا الدماغ، وتصلب الشرايين ونقص كمية الأوكسجين الواصلة للدماغ.
وتشير الدراسات إلى أن (١٠ %) من كبار السن فوق سن الخامسة والستين، و (٢٠ %) ممن هم فوق الثمانين يعانون من مثل تلك الأعراض التي ذكرناها.
ولكن لا يعني هذا أن ذلك أمر حتمي يجب أن يصيب كل المسنين.
وبحلول عام (٢٠١٠م) سيكون من بين كل ستة أشخاص في الولايات المتحدة شخص يتجاوز عمره الخامسة والستين، ومن المتوقع أن يصاب حوالي سبعة ملايين شخص بهذا الضعف في الذاكرة، وسوف يكلف علاجهم والعناية بهم حوالي (٤٠) مليون دولار سنويًا.
ولهذا تجري الآن مئات الأبحاث لإيجاد حل لتلك المشاكل والأمراض التي تهدد المجتمعات. ويعزو الباحثون (٥٠ – ٦٠ %) من حالات فقد وضعف الذاكرة في سن الشيخوخة إلى مرض (ألزهيمر) . أما (٢٠ %) منها فتحدث بسبب اضطراب الدورة الدموية في الدماغ، و (١٥ %) نتيجة مزج السببين السابقين. أما العشرون بالمائة الباقية فتحدث نتيجة أمراض أخرى، ربما يكون بعضها قابلًا للعلاج مثل الاكتئاب النفسي، واضطراب الغدة الدرقية، ونقص بعض الفيتامينات، وغيرها (١) .
(١) شباب بلا شيخوخة، الدكتور عبد الهادي مصباح، ص ٣٤ – ٣٦ بتصرف.