للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يزد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلع ماله لهم، ولم يحبسه

٢ - وكان رجل من جهينة زمن عمر بن الخطاب يشتري الرواحل , فيغلي بها. ثم يسرع السير , فيسبق الحجاج , فأفلس. فخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال: (يا أيها الناس، إياكم والدين، فإن أوله هم , وآخره حزن، وإن أسيفع جهينة (١) قد رضي من دينه وأمانته أن يقال: سبق الحاج. فأدان معرضًا , فأصبح وقد دين به , ألا إني بائع عليه ماله , فقاسم ثمنه بين غرمائه بالحصص , فمن كان عليه دين فليفد) . ولم ينكر عليه أحد من الصحابة، فكان هذا اتفاقًا منهم على أنه يباع مال المديون عليه (٢)

٣ - ثم إن مصلحة الناس تتحقق بالحجر عليه، لأنه لو نفذت تصرفاته وإقراراته لكان في ذلك إضاعة لحقوق الدائنين، لأنه قد يلجأ إلى تهريب أمواله بالبيع الصوري، ويهبها لأقربائه , فيجب الاحتياط لحفظ الأموال، خاصة وهو ظالم بالامتناع عن تسديد ديونه.


(١) وأسيفع: اسم رجل، وهو تصغير الأسفع، وجهينة: قبيلة. المبسوط للسرخسي: ٢٤، ١٦٤ غلب بالدين طلبة الطلبة: ص ١٤٢ - ١٤٣. انظر الحاوي للماوردي: جـ٧ و١٣ الذخيرة جـ٧ ص ١٦٣ - ١٩٤، الإشراف على مسائل الخلاف: ب٢ ص١١ , وانظر هذا الأثر بألفاظ مقاربة في الموطأ لشرح الزرقاني: جـ٤ ص ٧٥ - ٧٦، جواهر العقود للسيوطي جـ١ص ١٦٢.
(٢) اللؤلؤ والمرجان: جـ٢ ص ١٤٧، صحيح مسلم بشرح النووي: جـ ٠ ١ ص ٢٢٧ - ٢٢٨، سبل السلام جـ٢ ص ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>