للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدليل الأول: الكتاب وفيه مسائل]

"المسألة الأولى"

٢١٦٨ - إِنَّ كِتَابَ اللهِ أُسُّ الْحِكْمَهْ … وَمَطْلَعُ الْهَدْى وَمَجْلَى الرَّحْمَهْ

٢١٦٩ - وَعُمْدَةُ الشَّرْعِ وَأَصْلُ الْمِلَّهْ … وَمَنْشَأُ الأَحْكَامِ وَالأدِلَّهْ

٢١٧٠ - وَءَايَةُ التَّصْدِيقِ بِالرِّسَالَهْ … وَالْمَلْجَأُ الْمُنْجِي مِنَ الضَّلَالَهْ

٢١٧١ - فَوَاجِبُ الْمَعْنِيِّ بِالشَّرِيعَهْ … لُزُومُهُ فِي قَصْدِهِ ذَرِيعَهْ

" الدليل الأول: الكتاب وفيه" يعني في سبيل الكلام عليه المقصود - هنا - نورد "مسائل" وهي أربع عشرة مسألة.

"المسألة الأولى" منها في التذكير بـ "أن كتاب الله" تعالى: القرآن الكريم - هو "أس" - بضم الهمزة - أي أساس وينبوع "الحكمة" أي الإصابة في القول والعمل، والتزام سلوك الصراط المستقيم على بصيرة، "و" كذلك هو "مطلع" محل طلوع وبزوغ "الهدى" والرشاد على النفوس والعقول "و" هو أيضا "مجلى" بفتح الميم أي محل جلو وظهور "الرحمة" الربانية التي بها يرتفع العذاب والعقاب عن الخلق، "و" هو كذلك "عمدة" وأساس "الشرع" إذ كل ما احتوى عليه من علوم ومعارف، إنما هي من هذا الكتاب العزيز في واقع الأمر، "و" هو - أيضا - "أصل" هذه "الملة" الإسلامية، لأن قيامها إنما هو به "و" هو كذلك "منشأ" أي محل نشوء وظهور ما جاء من "الأحكام" الشرعية "و" أتى من رب العالمين من "الأدلة و "هو كذلك "أية" أي معجزة الخالق - سبحانه - القائدة إلى "التصديق" والإيمان "بالرسالة" الإسلامية هذه، "و" هو "الملجأ" الذي يلجأ - أي يهرب - إليه عند نزول الشدائد ووقوع المحن، والفتن، وهو كذلك "المنجي" المنقذ "من الضلالة" في أمور الدين والدنيا، وهو - أيضا - نور الأبصار والبصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه، كما أنه لا نجاة بغيره.

وهذا كله لا يحتاج إلى أي تقرير، أو استدلال عليه، لأنه معلوم من هذا الدين بالضرورة.

وإذا علم هذا كله في شأن هذا الكتاب العزيز "فواجب" وفرض "المعني" المهتم "بالشريعة" يعني بفهمها والعلم بأحكامها ومضامينها المختلفة هو "لزومه" أي لزوم الكتاب نظرا، وتدبرا، "في قصده" لذلك الفهم والعلم وجعله وسيلة و"ذريعة" لذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>