للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثمرة معرفة اسم الله الكبير المتكبر]

إذا علم العاقل ان ربه وخالقه متفرد بالكبرياء والعظمة والكمال، وان كبرياءه سبحانه أزلي ابدي لا شيء مثله، وجب عليه ان يعتقد ان العظمة والكبرياء لله وحده، وان يتواضع لعظمة الله لأنه مفتقر لله المتكبر الكبير المتعال، ويبتعد عن الخيلاء والاستصغار للناس، لان المتكبرين كما جاء في الحديث النبوي: (يحشرون أمثال الذر يوم القيامة تطأهم الناس بأقدامهم) (١) ،وإذا كان أصل الكبرياء الامتناع وقلة الانقياد فان التكبر المحمود في حق العبد هو التكبر عن كل النقائص والدنايا (٢) ، وعن عبادة غير الله، وعن النظر إلى الخلق بعين الاستصغار، والعاقل هو من يشعر نفسه بكبرياء الله وربوبيته، وان الله لاشيء مثله، فهو المتكبر عن كل سوءٍ، المتعظم عما لا يليق به سبحانه وتعالى. ولله در القائل:

الله أكبر ذو القدر العلي رفيـ ... ـع المجد لا مجد إلا وهو لله

الله أكبر أهل الكبرياء عظيـ ... ـم الملك حقيقة الاكبار لله

الله أكبر ذو العرش المجيد منيـ ... ـع العز لا عز إلا وهو لله

الله أكبر ذو البطش الشديد عزيـ ... ـز الانتقام من العاصين لله

الله أكبر عدل قائم ملك ... حق كما يجب التكبير لله

الله أكبر حقاً ذو الجلال وذو الـ ... ـإكرام تكبير ذات الله لله

الله أكبر تكبيراً لعزته ... كما يحب ويرضى الله لله

الله أكبر تكبيراً بما جمعت ... صفاته من سمات الكبر لله


(١) - حديث حسن أخرجه الترمذي في صفة القيامة، وقال حسن صحيح حديث (٢٤٩٢) .
(٢) - الجامع لأسماء الله الحسنى ص (١٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>