للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإبل والبقر والغنم، وقيل: تطلق الأنعام على هذه الثلاثة فإذا انفردت الإبل فهي نعم وإن انفردت البقر والغنم لم تسمَّ نعماً (١) .

والدفء: ما يتدفئ به فيقي البرد, قال القرطبي: الدفء: السخانة وهو ما استدفئ به من أصوافها وأوبارها وأشعارها ملابس ولحف وقطف جمع قطيفة كساء له خمل أي وبر, وروي عن ابن عباس: دفؤها نسلها, قال الجوهري في الصحاح: الدفء: نتاج الإبل وألبانها وما تنتفع به منها (٢) , وفي القاموس: الدفء بالكسر ويحرك نقيض حدة البرد كالدفاءة (٣) , وقال الدرويش: السخونة: اسم من دفئ الرجل من باب طرب وسلم، فالذَّكر دَفآن والأنثى دَفأى؛ مثل غضبان وغضبى ورجل دفئ بالقصر ورجل دفيء بالمد (٤) .

قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ} الجمال: كل ما يتجمل ويتزين به، والجمال: الحسن, قال الراغب: الجمال: الحسن الكثير وذلك ضربان: أحدهما: جمال يختص الإنسان به في نفسه أو بدنه أو فعله، والثاني: ما يوصل منه إلى غيره، وعلى هذا الوجه ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال) (٥) تنبيهاً أنه منه تفيض الخيرات الكثيرة فيحب من يختص بذلك، قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} ويقال: جميل وجُمال وجُمّال على التكثير (٦) , وفي القاموس: الجمال الحسن في الخُلق والخَلق (٧) , وقد ذكر القرطبي الوجهين فقال: الجمال: ما يتجمل به، والجمال الحسن، وقد جُمل الرجل -بالضم- جملاً فهو جميل، والمرأة جميلة وجَملاء أيضاً عن الكسائي وأنشد:

فهي جملاء كبدر طالع ... بذّت الخلق جميعاً بالجمال

وقول أبي ذؤيب:

ستلقى من تحب فتستريح ... جمالك أيها القلب القريح

يريد الزم تجملك ولا تجزع جزعاً قبيحاً، قال علماؤناً: فالجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة، ويكون في الأخلاق الباطنة ويكون في الأفعال، فأما جمال الخلقة فهو أمر يدركه البصر ويلقيه إلى القلب متلائماً, فتتعلق به النفس من غير معرفة بوجه ذلك ولا نسبته لأحد من البشر، وأما جمال الأخلاق فكونها على الصفات المحمودة من العلم والحكمة والعدل والعفة وكظم الغيظ وإرادة الخير لكل أحد، وأما جمال الأفعال فهو


(١) - المصباح المنير معجم عربي عربي تأليف العالم العلامة احمد بن علي الفيومي المقري, ص٣٦٤, طبعة دار الحديث القاهرة ١٤٢٠هـ٢٠٠٠م.
(٢) - القرطبي في الجامع ج١٠ص٧٠.
(٣) - القاموس المحيط تأليف العلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأباذي المتوفي سنة ٧١٣هـ, ص٤٠, الطبعة السابعة ١٤٢٤هـ٢٠٠٣م, الناشر مؤسسة الرسالة بيروت لبنان.
(٤) - إعراب القرآن وبيانه للأستاذ العلامة محيي الدين الدرويش, ج٥ص٢٦٩, الناشردار ابن كثير للطباعة النشر والتوزيع دمشق ١٤١٨هـ١٩٨٨م.
(٥) - أخرجه مسلم في صحيحه باب تحريم الكبر وبيانه حديث (٩١) , واحمد في المسند عن عبد الله بن عباس حديث (٣٧٨٩) .
(٦) - انظر: المفردات ١٠٥ , ونحوه في البصائر ج٢ص٣٩٥.
(٧) - القاموس المحيط ص٩٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>