خير قال: هذا من فضل الله, وان نجح في عمل قال: هذا بتوفيق الله, وان رزقه الله مالاً قال: هذا من كرم الله, وان ادبه الله عز وجل قال هذا من رحمة الله, فان ابتلي المؤمن صبر وحمد الله فكان خيرا له, وان اصاب نعمة شكر الله فكان خيرا له, وهذا هو حال المؤمن الذي استشعر قوة الله وعزته وقدرته وتقديره وتصريفه للامور, ولم يجعل للشك سبيلا الى قلبه, قال الشاعر:
الشك والوهم رأس الشر والحذر ... والجد والصبر باب الفوز والظفر
والعزم والحزم لا ينجي من القدر ... سلم هديت لماضي الحكم واصطبر
واسأل من اللَه كشف البؤس والضرر
حسن ظنونك في المولى ترى البشرى ... فالرب عند ظنون العبد فلتدر
جاء الحديث بذا فاصغ إلى الذكرى ... والبس من الصبر سربالاً لدى الضجر
واسأل من اللَه كشف البؤس والضرر
لا تجزعن ولا تيأس من الفرج الذكرى ... وقل إذا لح خطب الضيق والحرج الضجر
اشتد أزمة إن تشتد تنفرجي ... فالعسر باليسر متبوع على الأثر
واسأل من اللَه كشف البؤس والضرر
روح فؤادك من هم ومن حزن الذكرى ... فإنه تعب للروح والبدن
وارجع إلى اللَه في السراء والمحن ... رجوع مفتقر مضطر منكسر
واسأل من اللَه كشف البؤس والضرر
كم شدة ضاق منها الصدر والنادى ... تخوف القلب منها شرها العادي