للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٣. يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (١) .

علاج قسوة القلب

ان التعرف على الله, وطلب رحمته, واتباع اوامره, والرجوع اليه, والتواضع له وعدم القنوط من رحمته, والاقلاع عن المعاصي, مما يقرب من رحمته, قال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢) فما يعانيه العالم اليوم من تدهور في الاخلاق وانكباب على الرذائل, وانتشار للجرائم, انما هو ثمرة قسوة قلوب بعض البشر وغفلتها عن استحضار عظمة الله جل جلاله التي تجعل في القلب رهبة تحول بينه وبين الميل الى الشر, وتجعل منه مدركا لأنعم الله التي افاض بها على البشرية كلها, وافاض بها على كافة بني الانسان اكراما واحسانا وانعاما وافضالا, فاذا انغمس الانسان في المعاصي ضل وقنط من رحمته {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} (٣) فما على اصحاب النفوس المتشائمة الا ان تيمم نحو ربنا جل وعلا وتطلب الرحمة منه سبحانه وتعالى, وتقلع عن المعاصي, وستدرك ان رحمة الله لايعجزها شيء في هذا الوجود, وهي قريبة ممن يعود الى الله, وستوصله الى بر الامان لينعم بالراحة والاطمئنان, والسعادة الدائمة في الدنيا والاخرة, ورحم الله الامام الشافعي حيث يقول:


(١) - سورةالبقرة الاية (٧٤) .
(٢) - سورة الانعام الاية (٥٤) .
(٣) - سورة الحجر الاية (٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>