للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإيثار]

الإيثار صفة كريمة, وخلة حميدة, يتحلى بها الابرار ويتدثر بها الاحرار, ويتالف بها القلوب فصاحبه مكرم محبوب, والإيثار من الخلال النبيلة والصفات الحميدة, فهو شعار النفوس الكبيرة المحبة للخير, والمؤاسية للغير, والموثقة للمحبة.

الإيثار: مصدر اثر يؤثر, وهو ان يجود الانسان بالشيء وهو محتاج اليه. والإيثار اعلى درجات السخاء, واعظم درجات الوفاء, والإيثار له اكبر الاثر في توثيق المحبة بين افراد المجتمع اذ يجعلهم متعاطفين متعاونين, بعكس الاثرة التي تجعل صاحبها مكروها منبوذا من المجتمع لانه لايريد ان يؤدي حقه فيه, والإيثار يجلب لصاحبه السعادة, ويجعله في مجتمعه محبوبا, وقد ذكر بعض العلماء المعاصرين ان من اهم مكتشفات علم النفس الحديث ما ثبت علميا ان سعادة الانسان لا تتحقق بغير تضحية النفس في سبيل الغير. (١) قلت وفي الإيثار اصلاح النفس, واكتساب الاجر, وعلو القدر, ومحبة الغير, وقديما قيل بالايثار على نفسك تملك الرقاب. وقيل: من آثر على نفسه استحق الفضيلة, وقال حكيم: من آثر على نفسه بالغ في المروءة, وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: الإيثار اعلى الايمان, وفي الذكر الحكيم امتدح الحليم الكريم قوما تخلقوا به فقال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ


(١) - روح الدين الاسلامي ص٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>