للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، لأنه حكيم لا يجري في أفعاله الغلط ولا يعترضه الخطأ فهو محمود على كل حال (١)

[ثمرة معرفة اسم الله الولي المولى النصير الحميد]

اذا علم المكلف ان الله جل وعلا هو الولي الذي تولى امور العالم والخلائق وهو مالك التدبير وانه يتولى عبده بعبادته وطاعته والتقرب اليه, وانه مولى المؤمنين ينصرهم ويسددهم, وجب عليه ان يؤمن به, وان يبتعد عن معصيته, وان يطلب منه المعونة والنصر, ويوالي اولياءه, ويحسن الى عباده, فقد وعد الله بنصر من ينصر دينه وكتابه, فقال سبحانه: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (٢) وقال: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٣) وقال ... {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (٤) وقال سبحانه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} (٥) وقد توعد سبحانه وتعالى من عادى اولياءه بالحرب كما جاء في الحديث قَالَ (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) (٦) وهو سبحانه يتولى عباده المؤمنين ويوصل اليهم مصالحهم وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية, فنعم المولى لمن تولاه, وقد كان من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم (اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَأَنْتَ نَصِيرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ) (٧) وفي حديث اخر كان يقول (اللهم بك أصول وبك أجول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) (٨) فنصره الله واعزه, واحسن اليه, وكم لله من نعمة اولاها ومنة اسداها ورحمة فتحها لعباده المؤمنين فهو الولي الحميد, فله الحمد التام على جميع خلقه, وله الحمد على نعمه الظاهرة والباطنة, الدينية والدنيوية وله الحمد على ما صرفه من المكاره, وله الحمد لذاته, وله الحمد لصفاته, وله الحمد لافعاله, وله الحمد على خلقه, وله الحمد لذاته, فاحمده اخي تفز بخير الدنيا والاخرة, فهو الذي يستحق جميع المحامد باسرها, فنحمده على كل نعمة وعلى كل حال بمحامده كلها ماعُلم منها ومالم يُعلم, وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ربنا ولك الحمد ملء السموات والارض وما بينهما وملء ما شئت) (٩) , ويقول (أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) (١٠) , ثم يجب على المكلف ان يعتقد ان الحمد على الاطلاق انما هو لله, وان الالف واللام للاستغراق فهو مستحق للحمد كله ثم يجب عليه ان يسعى في خصال الحمد وهو التخلق بالاخلاق


(١) - الاسماء والصفات ص١٦٠.
(٢) - سورة محمد الاية (٧) .
(٣) - سورة الروم الاية (٤٧) .
(٤) - سورة الحج الاية (٤٠) .
(٥) - سورة آل عمران الاية (١٦٠) .
(٦) - البخاري في صحيحه حديث رقم (٦٠٢١) .
(٧) - الترمذي في سننه حديث رقم (٣٥٠٨) .
(٨) - المعجم الاوسط حديث رقم (١٠٠٣) .
(٩) - صحيح ابن خزيمة حديث رقم (٦١٢) .
(١٠) - الترمذي في سننه حديث رقم (٣٣٠٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>