للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِن كان يجحدُها فحسْبُكَ أنه..........أضحى بربكَ كافراً مُرْتابا

أو كان يتركُها لنوعٍ تكاسلٍ ... غَطىَّ على وجهِ الصوابِ حجابا

وقد قال الله في وصف اصحاب النار عندما يُسألون عن سبب عذابهم: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (١) .

[في الصلاة طهارة القلب والبدن]

ان الركض في ميادين الحياة بقدر مايجلل البدن بالغبار والعرق يجلل القلب والروح بالغيوم والاكدار, والانسان اثر كل شوط طويل يحتاج الى ساعة يلم فيها شعثه ويجدد طاقته ويستعيد نشاطه ويعيد النظافة والنظام الى ماتعكر وانتكث من شانه كله, وليست الصلاة الا لحظات لاسترجاع هذا الكمال المفقود او المنشود, ولكنه قبل الدخول فيها يحتاج الى الطهارة البدنية الى الطهارة من الحدث الاكبر والاصغر, ولهذا امر الله الإنسان بالوضوء قبل الصلاة فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (٢) فالطهور شطر الايمان, والمرء بحاجة الى طهارة ثوبه وبدنه, ففي ذلك طاعة لربه, وطهارة لبدنه, وراحة لجسمه, وزينة بين اخوانه, وقد افترضه الله الوضوء ليتزين به المرء عند وفوده الى ربه وادائه لصلاته, قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (٣) ومن الزينة الطهارة والنظافة والتجمل ولبس ثياب طاهرة نظيفة او جديدة, فيشترط في صحة الصلاة طهارة بدن المصلي وثوبه ومكان صلاته وستر عورته, وهي بالنسبة للذَّكَر مابين السرة والركبة, وللانثى جميع بدنها ماعدى الوجه والكفين, فاقرأ اخي باب الوضوء وتمعن في تفهمه, وتروّى في درسه تجد حلاوة الوضوء بهاءً وجمالا ونظافة وكمالا وصحة ونورا, ففي الوضوء والسواك طهارة الفم من الاقذار والجراثيم من الطعام والشراب والمحافظة على الاسنان وحفظها من السوس والوسخ والضرر ونظافتها من الغبار والتراب وحفظ العينين ونظافة الخدين ونضارتها, وفي القرآن الكريم في وصف أهل النعيم: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} (٤) وفي مسح الرأس زوال العرق وذهاب الوسخ والمحافظة على رونق الشعر وجماله, وفي غسل القدمين وتخليل الاصابع ونظافتها وازالة تفثها واوساخها تجديد نشاطها, وبهذا تعلم ان الله جل وعلى ما افترض الوضوء والطهارة الاسياجا للحكمة وثمرة للصحة وبابا للنظافة, وعنوانا للخير والبر والاحسان والكمال, وفي الحديث النبوي


(١) - سورة المدثر الآية (٤٢-٤٣) .
(٢) - سورة المائدة الآية (٦) .
(٣) - سورة الاعراف الآية (٣١) .
(٤) - سورة المطففين الآية (٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>