للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الامم واتحادها على اساس عنصري وتكوينها وتوحدها بالدين يتبين ان السير بالانسانية في مدارج الرقي, وقيام العلائق البشرية على اساس من المودة والفضيلة انما يكون تحت ظل الدين لاتحت ظل العنصرية, لان العنصرية تفرض دائما تفضيل عنصر على عنصر, وهي شكل من اشكال التجمع الحيواني, اذ تجتمع فصيلة من الفصائل لتقاتل أخرى, وتصيطر على مكان تقيم فيه لتغالب الاخرين وتنهب ثرواتهم , فليس التجمع الانساني على اساس العنصرية الا بقية من بقايا الحيوانية المتناحرة في الإنسان. اما الاجتماع باسم الإسلام فهو اجتماع لايقوم على المغالبة, بل على الاخوة العامة والمودة الراحمة التي يحث عليها الدين القويم فتتحد فيها المشاعر نحو الفضيلة والمثل العليا التي تنزع بالروح الانساني نحو الملكوت الأعلى, ويخضع فيها الإنسان لخالق الاكوان وحده. ومن فوائد الصوم ايضا: اضعاف سلطان العادة, فقد بلغ ببعض الافراد الى حد الاستعباد, فاذا تاخر عنهم الطعام عن موعده فاصابهم الجوع ساءت اخلاقهم, وقد يكون سلطان المكيفات من القهوة والشاي والتدخين اشد من سلطان الطعام على اهله, ففرض الله الصيام ليكون فيه تلطيفا وتخفيفا لهذا السلطان الجامح, ومن فوائد الصوم: اضعاف سلطان الاسترسال في الملذات وتخفيف الشره والثبات على المكاره وتعويد النفس الصبر والقرب من الله سبحانه وتعالى واخلاص العبادة له, ومن فوائد الصوم: انه يقي الشخص ان يكون حيوانا يعمل بشريعة الغاب, ويقي المجتمع بتهيئة الفرد الصالح العامل على خيره

<<  <  ج: ص:  >  >>