للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} (١) والرد إلى الله سبحانه هو الرد إلى كتابه العزيز، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد إليه في حياته وإلى سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً} (٢) وقال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً} (٣) والتحاكم إلى الطاغوت يشمل أنواع التحاكم والرد إلى غير الكتاب والسنة.

وقال تعالى: {إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم} (٤) الآية. وعن عدي بن حاتم، قال: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: {إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} فقلت: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم. قال: " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه.

قلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم ".

كما أجمعوا على أن الايجاب والتحريم والتشريع ليس إلى أهل العلم ولا إلى الملوك منه شيء، وإنما هو إلى الله ورسوله فقط، فلا واجب إلا ما أوجبه الله ورسوله، ولا حرام إلا ما حرم الله ورسوله، ولا دين إلا ما شرعه الله ورسوله، قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} (٥) وقال تعالى {ثم جعلناك على


(١) سورة النساء ـ آية ٥٩.
(٢) سورة النساء ـ آية ٦٥.
(٣) سورة النساء ـ آية ٦٠.
(٤) سورة التوبة ـ آية٣١.
(٥) سورة الشورى ـ آية ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>