١٠٣٠ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا أَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الشَّامَ طَافَ بِكُوَرِهَا قَالَ: فَنَزَلَ بِحَضْرَةِ حِمْصَ، فَأَمَرَ أَنْ يَكْتُبُوا لَهُ فُقَرَاءَهُمْ قَالَ: فَرُفِعَ إِلَيْهِ الْكِتَابُ، فَإِذَا فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ أَمِيرُهَا، فَقَالَ: مَنْ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالُوا: أَمِيرُنَا، قَالَ: أَمِيرُكُمْ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَعَجِبَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ يَكُونُ أَمِيرُكُمْ فَقِيرًا؟ أَيْنَ عَطَاؤُهُ؟ فَأَيْنَ رِزْقُهُ؟ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يُمْسِكُ شَيْئًا، قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى أَلْفِ دِينَارٍ، فَصَرَّهَا، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: بَعَثَ بِهَذِهِ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ تَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى حَاجَتِكَ قَالَ: فَجَاءَ بِهَا إِلَيْهِ الرَّسُولُ، فَنَظَرَ فَإِذَا هِيَ دَنَانِيرُ، فَجَعَلَ يَسْتَرْجِعُ، قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا شَأْنُكَ يَا فُلَانُ؟ أَمَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: فَظَهَرَ مِنْ آيَةٍ؟ قَالَ: بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَأَمْرٌ مِنْ أَمْرِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: الدُّنْيَا أَتَتْنِي، الْفِتْنَةُ دَخَلَتْ عَلَيَّ، قَالَتْ: فَاصْنَعْ فِيهَا مَا شِئْتَ قَالَ: عِنْدَكِ عَوْنٌ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخَذَ بِعَةً لَهُ فَصَرَّ الدَّنَانِيرَ فِيهَا صَرًّا، ثُمَّ جَعَلَهَا فِي مِخْلَاةٍ، ثُمَّ اعْتَرَضَ جَيْشًا مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَمْضَاهَا كُلَّهَا، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ لَوْ كُنْتَ حَبَسْتَ مِنْهَا شَيْئًا نَسْتَعِينُ بِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهَا: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوِ اطَّلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَلَأَتِ الْأَرْضَ رِيحَ مِسْكٍ» وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَخْتَارَكِ عَلَيْهِنَّ، فَسَكَتَتْ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute