١٢٣٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْنٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قِيلَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيَّ لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا يَأْكُلُ السَّمْنَ وَلَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ وَلَا يُمِسُّ جِلْدَهُ جِلْدَ أَحَدٍ وَلَا يَقْرَبُ الْمَسَاجِدَ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، فَدَخَلَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ وَقَدْ تَحَدَّثُوا عِنْدَهُ بِهَذَا، وَكَانَ مَعْقِلٌ خَلِيلًا لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ لمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: أَلَا تَرَى مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ لِخَلِيلِكَ؟ قَالَ: وَمَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: كَذَا وَيَقُولُونَ: كَذَا لِلَّذِي قَالُوا، فَمَا كَلَّمَهُمْ مَعْقِلٌ حَتَّى خَرَجَ فَرَكِبَ دَابَّتَهُ فَأَتَى عَامِرًا وَهُوَ فِي دَارِهِ فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ فِي مَسْجِدِهِ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ، فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ: أَتَيْتُكَ مِنْ عِنْدِ هَؤُلَاءِ وَإِنَّهُمْ حَدَّثُونِي عَنْكَ حَدِيثًا قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: فَأَفْزَعَنِي، فَقَالَ عَامِرٌ: وَمَا حَدَّثُوكَ؟ قَالَ: يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَفْعَلُ كَذَا وَتَفْعَلُ كَذَا لِلَّذِي ذَكَرُوا قَالَ: فَمَا كَلَّمَهُ عَامِرٌ بِكَلِمَةٍ حَتَّى أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ بُرْنُسِهِ فَقَبَضَ عَلَى يَدِهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُمْ: لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ فَإِنَّهُمْ يَشْتَرُونَ الْعِلْجَ مِنَ السَّبِيِّ الَّذِي لَا يَفْقَهُ الْإِسْلَامَ فَيُذْبَحُ وَأَنَا إِذَا اشْتَهَيْتُ اللَّحْمَ أَرْسَلْنَا إِلَى شَاةٍ فَذَبَحْنَاهَا، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: لَا يَأْكُلُ السَّمْنَ فَإِنَّى آكُلُ السَّمْنَ الَّذِي يَجِيءُ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ، وَأَمَّا الَّذِي يَجِيءُ مِنْ أَرْضِ الْعَجَمِ فَإِنِّي لَا أَدْرِي مَا يُخَالِطُهُ فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى تَرْكِهِ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: لَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ فَوَاللَّهِ مَا بِي إِلَيْهِنَّ مِنْ نَشَاطٍ وَمَا عِنْدِي مَالٌ فَبِأَيِّ شَيْءٍ أَغُرُّ امْرَأَةً مُسْلِمَةً مَا أَجِيءُ بِهَا إِلَيَّ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: لَا يَقْرَبُ الْمَسَاجِدَ فَإِنِّي فِي مَسْجِدِي هَذَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ذَهَبْتُ فَصَلَّيْتُ فِي جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَسْجِدِي هَذَا، وَقَوْلُهُمْ: يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ إِبْرَاهِيمَ فَإِنِّي لَا أَشْعُرُ أَنَّ أَحَدًا يَتَجَرَّى أَنْ يَقُولَ هَذَا "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute