للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- المقالات.

مخلاة الكاتب كشكول القارئ، وقد صدر منه الجزء الأول والثاني، وهناك خمسة أجزاء معدة للطبع كما ذكر لي نجله الكريم الأستاذ/ حسين زيدان.

[ذكرياتي عن الزيدان]

عرفت الأستاذ/ محمد حسين زيدان أول ما عرفته كاتبًا في الصحف يتميز بأسلوب فريد، فقد كان أحد كتاب جريدة المدينة المنورة حين صدورها في ٢٥ محرم سنة ١٣٥٦ هـ بل كان أحد أفراد هيئة التحرير، كما ذكر الأستاذ عثمان حافظ (١).

كما أنه كان يرسل مقالاته إلى جريدة صوت الحجاز في مكة المكرمة.

وعرفته كذلك من رسائله التي كان يبعث بها إلى الشيخ محمد سرور الصبان الذي كان يتلقى الرسائل من الناس على مختلف طبقاتهم، حينما كنت أعمل سكرتيرًا خاصًا له منذ نهاية ب عام ١٣٥٥ هـ في مكة.

وحينما وصل الزيدان إلى مكة سنة ١٣٥٨ هـ للعمل في مكتب الشيخ حامد عبدالمنان شيخ مشايخ الجاوه إذ ذلك كان يسكن في بيت الشيخ حامد عبدالمنان في سوق الليل، وكان منزل الشيخ محمد سرور يرحمه الله على بعد خطوات من منزل الشيخ عبد المنان.

وكان الزيدان يتردد على مكتب الشيخ/ محمد سرور، وكنت أرى الزيدان كثيرًا في تلك الأيام.

كان قد ترك المدينة المنورة، وله فيها ذكريات وصداقات، ذكريات عزيزة وصداقات حميمة، وكان يشعر بشيء من الوحشة أول مقدمه إلى مكة، وكان يتحدث عن المدينة والعواطف تتدفق في كلماته، والشوق يتجلى في ذكرياته، فكان يخرج معنا في الأصائل والأماسي إلى ظاهر مكة في المسفلة وجرول، وكنا مجموعة من الأدباء الشباب اتفقت مشاربهم، وتشابهت آمالهم، يتحدثون عما قرأوا ويزجون أوقات فراغهم في هذه المجالس التي تضمهم في المساء وصدر الليل.

وحينما حل الصيف كان الزيدان أحد أفراد هذه المجموعة التي تجتمع أصيل كل يوم في الطائف في قروة في سفح جبل السكارى، وفي الفضاء الفسيح الممتد أمام الثكنة العسكرية هناك.

وحينما دعوته أول مرة إلى بيتي في الطائف، ورأى الجبل شامخًا وهو يجلس في الروشان قال لي أن هذا المنظر يذكرني بالمدينة وجبالها ..

ما أكثر ما كانت المدينة في قلب الزيدان وفي روحه يرحمه الله، وكتابه ذكريات العهود الثلاثة من أمتع ما كتب عن المدينبة وسأتحدث عنه حينما نتحدث عن مؤلفاته يرحمه الله.


(١) تطور الصحافة في المملكلة العربية السعودية ج ١ ص ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>