فجعل أصلحه الله هذا التقسيم تقسيماً اصطلاحياً، وليس حقيقة شرعية مأخوذة بالتتبع والاستقراء لنصوص الكتاب والسنة، بل تمادى في الباطل عند ما قال: "وليست هناك حدود فاصلة بين ما يدخل في توحيد الربوبية، وبين ما يدخل في توحيد الألوهية، وبين ما يدخل في توحيد الأسماء والصفات". وإني لأعجب غاية العجب كيف يقول هذا من يتصدى لتوجيه مسيرة العمل الإسلامي المعاصر، مع أنَّه في نفسه كما يصرح هنا لا يعرف حدوداً فاصلة بين أنواع التوحيد الثلاثة. وأيّ جناية على مسيرة العمل الإسلامي أشدّ من أن ينشر بين أهل الإسلام أنَّ أقسام التوحيد ليست من الثوابت، وليست من الأمور التي يعقد عليها الولاء والبراء، وأنَّها لم يرد بها آية محكمة أو سنَّة متبعة، وأنَّه ليس هناك حدود فاصلة بين هذه الأقسام، وأنَّها أمور اصطلح عليها بعض أهل العلم ولا مشاحة في الاصطلاح. أليس في هذا خلخلة للصف وتوهين للاعتقاد وتقليل من شأن التوحيد فالله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، وفي الكتاب المذكور أخطاء عديدة من هذا الجنس ليس هذا موطن بيانها.