الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلَّم وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فإنَّ الرَّد على أهل البدع والدعاة إلى الأهواء، والتحذير من باطلهم، ونقض شبهاتهم وأضاليلهم، وإشهار عيوبهم ونقائصهم، وبيان أنَّهم على غير الحقّ والصواب أمرٌ متحتمٌ على أهل العلم وطلابه، ليُتقى شرُّ هؤلاء، وليَعلم القاصي والداني ضلالهم وانحرافهم وبعدهم عن الحقّ والرشاد، وهذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المأمور به شرعاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"والداعي إلى البدعة مستحق العقوبة باتفاق المسلمين، وعقوبته تكون تارة بالقتل وتارة بما دونه، كما قتل السلف جهمَ بن صفوان والجعد بن درهم وغيلان القدري وغيرهم، ولو قدر أنَّه لا يستحق العقوبة أو لا يمكن عقوبته فلا بدَّ من بيان بدعته والتحذير منها، فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله"١.
وقال رحمه الله: "ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب