للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بدء الوحي (١) وهو ظاهر فيما ترجم له، وأما قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ} [آل عمران: ٧٩] فالمراد من الآية الإنكار على من قال: {كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ} ومثلها قوله تعالى: {يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} [المائدة: ١١٦] وقوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا} [التوبة: ٣١].

وثانيها: حديث سهل بن سعد في إعطاء علي الراية يوم خيبر، والغرض منه قوله: "ثم ادعهم إلى الإسلام".

ثالثها: حديث أنس في ترك الإغارة على من سمع منهم الأذان، وهو دالٌّ على جواز قتال من بلغته الدعوة بغير دعوة، وغير ذلك من الفوائد.

رابعها: حديث أبي هريرة "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا. . ." إلخ، وهو ظاهر فيما ترجم له أولًا حيث قال: "وعلى ما يقاتلون عليه؟ "، انتهى.

قلت: وأنت خبير بأن هذه الترجمة جزء للباب السابق، لا لهذا الباب كما أقر به الحافظ فتأمل.

(١٠٣ - باب من أراد غزوة فَوَرَّى بغيرها. . .) إلخ

قال الحافظ (٢): أما الجملة الأولى فمعنى "ورى" ستر، وتستعمل في إظهار شيء مع إرادة غيره، وأصله من الوري بفتح ثم سكون وهو ما يجعل وراء الإنسان؛ لأن من ورّى بشيء كأنه جعله وراءه، وقيل: هو في الحرب أخذ العدو على غرة، وأما الخروج يوم الخميس فلعل سببه ما روي من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس" وهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني من حديث نبيط بن شريط بفتح المعجمة.


(١) انظر: "صحيح البخاري" (ح ٧).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>