للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله" الحديث، الثالث: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه"، أخرجه البخاري، الرابع: "من مات يؤمن بالله واليوم الآخر، قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت"، أخرجه أحمد بسنده إلى عقبة بن عامر عن عمر مرفوعًا، انتهى مختصرًا من هامش "اللامع".

[(١٠ - باب صفة النار وأنها مخلوقة)]

القول فيه كالقول في "باب صفة الجنة" سواء.

قوله: (غسَّاقًا. . .) إلخ، قال الحافظ (١): وهذا مأخوذ من كلام أبي عبيدة (٢)، فإنه قال في قوله تعالى: {إلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: ٢٥] الحميم: الماء الحار، والغسَّاق: ما هَمَى وسَالَ، والمراد في الآية ما سال من أهل النار من الصديد، وقيل: من دموعهم، وقيل: الغساق البارد الذي يحرق ببرده، قال أبو عبيد الهروي: من قرأه بالتشديد أراد السائل، ومن قرأه بالتخفيف أراد البارد. . .، إلى آخر ما في "الفتح".

وقول البخاري: (كأن الغساق) كتب عليه مولانا محمد حسن المكي في تقريره: من دأب البخاري إذا لم يتحقق عنده من كتب اللغة معنى لفظ أو غيره كالترادف ونحوه؛ بل يقول ذلك من رأيه يصدِّره بـ "كأنَّ"، انتهى.

قوله: (الحمّى من فيح جهنم فأبردوها بالماء) قال العلَّامة السندي (٣): يحتمل أن يكون كناية عن تغطية المحموم، والسعي في خروج العرق منه بما أمكن على أن المراد بالماء العرق المعلوم بأنه يبرد الحمى، ويحتمل أن يكون كناية عن الاشتغال بما يستحق به المحموم الرحمة من التصدق وغيره من أعمال البر، على أن المراد بالماء ماء الرحمة المعارض لنار جهنم،


(١) "فتح الباري" (٦/ ٣٣١).
(٢) "مجاز القرآن" (٢/ ٢٨٢).
(٣) "صحيح البخاري مع حاشية السندي" (٢/ ٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>