للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكافر وإحسان المسيء. وقوله: "جنود مجندة" أي: أجناس مجنسة أو جموع مجمعة، قال ابن الجوزي (١): ويستفاد من الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح، فينبغي أن يبحث عن المقتضى لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم، وكذلك القول في عكسه، انتهى.

قلت: وبسط الكلام على معنى الحديث في "اليواقيت والجواهر" (٢)، وكذا بسط القاري في "المرقاة" (٣).

(٣ - باب قول الله - عز وجل -: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} [هود: ٢٥]. . .) إلخ

وهو ابن خمسين سنة، وقال مقاتل: ابن مائة سنة، وعند ابن جرير: ثلاث مائة وخمسين سنة، وقال ابن عباس: سمي نوحًا لكثرة نوحه على نفسه، واختلف في سبب نوحه، فقيل: لدعوته على قومه بالهلاك، وقيل: لمراجعته ربه في شأن ابنه كنعان، وهو نوح بن لَمْك بن متوشلخ بن خنوخ، وهو إدريس، وهو أول نبي بعثه الله تعالى بعد إدريس، وقال القرطبي: أول نبي بعثه الله بعد آدم بتحريم البنات والعمات والخالات، وكان مولده فيما ذكره ابن جرير بعد وفاة آدم بمائة وستة وعشرين عامًا، ومات وعمره ألف سنة وأربعمائة سنة، ودفن بالمسجد الحرام، وقيل غير ذلك، وعن أبي أمامة: "أن رجلًا قال: يا رسول الله! أنبي كان آدم؟ قال: نعم، قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: عشرة قرون"، رواه ابن حبان وصححه، قال ابن كثير: وهو على شرط مسلم ولم يخرجوه، انتهى من "القسطلاني" (٤).

قلت: ويشكل تقديم الإمام البخاري نوحًا على إدريس عليهما الصلاة والسلام، وقد حكي الإجماع على أن إدريس من أجداده، لكن في هذا


(١) "كشف المشكل" (٣/ ٥٦٤).
(٢) "اليواقيت والجواهر" (٢/ ١٣٩).
(٣) "مرقاة المفاتيح" (٨/ ٧٣٣ - ٧٣٤).
(٤) "إرشاد الساري" (٧/ ٢٧٧، ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>