للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القسطلاني (١): قال ابن جريج: لم يعد ربه عدة إلا أنجزها، وقال ابن كثير: يعني: ما التزم عبادة قط بنذر إلا قام به ووفاها حقها، ثم ذكر نحو ما تقدم عن العيني، وقال أيضًا: وناهيك أنه وعد الصبر على الذبح حيث قال: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: ١٠٢] فوفى به، انتهى.

قال الحافظ (٢): ذكر المصنف فيه حديث سلمة بن الأكوع: "ارموا بني إسماعيل"، وقد تقدم شرحه في "باب التحريض على الرمي" من "كتاب الجهاد"، واحتج به المصنف على أن اليمن من بني إسماعيل كما سيأتي في أوائل المناقب، انتهى.

ثم اعلم أن الذبيح إسماعيل أو إسحاق؟ مسألة خلافية شهيرة، بسط الكلام عليها أيضًا الحافظ ابن القيم في "زاد المعاد" (٣)، وحقق أن الذبيح إسماعيل - عليه السلام -، وبه جزم ابن عابدين - رحمه الله -.

[(١٣ - باب قصة إسحاق بن إبراهيم)]

قال العلَّامة العيني (٤): أي: بيان ذكر قصة إسحاق، وعن ابن إسحاق: بشَّر الله إبراهيم بإسحاق من سارة، فحملت وكانت بنت تسعين سنة، وإبراهيم ابن مائة وعشرين سنة، وقد كانت هاجر حملت بإسماعيل فوضعتا معًا، وشبَّ الغلامان، ونقل ابن كثير عن أهل الكتاب أن هاجر ولدت إسماعيل ولإبراهيم من العمر ست وثلاثون سنة قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة، وقال ابن الجوزي في "أعمار الأعيان": إن إسحاق عاش مائة وثمانين سنة، وفي قول وهب بن منبه: عاش مائة وخمسة وثمانين سنة، ودفن عند قبر أبيه إبراهيم في مزرعة جروم (٥)، انتهى.


(١) "إرشاد الساري" (٧/ ٣٤٧، ٣٤٨).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ٤١٣).
(٣) "زاد المعاد" (١/ ٧١).
(٤) "عمدة القاري" (١١/ ٨٩).
(٥) كذا في الأصل، وفي "العمدة": "مزرعة حبرون".

<<  <  ج: ص:  >  >>