للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي بكر بن أبي الهيثم" من حديث رافع الطائي، قال: "بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشًا واستعمل عليهم عمرو بن العاص وفيهم أبو بكر قال: وهي الغزوة التي يفتخر بها أهل الشام، إلى أن قال الحافظ بعد ذكر رواية: وفيه إشعار بأن بعثه كان عقب إسلامه، وكان إسلامه في أثناء سنة سبع من الهجرة، انتهى.

[(٦٤ - باب ذهاب جرير إلى اليمن)]

ذكر الطبراني من طريق إبراهيم بن جرير عن أبيه قال: "بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم أن يقولوا لا إله إلا الله"، فالذي يظهر أن هذا البعث غير بعثه إلى هدم ذي الخلصة، ويحتمل أن يكون بعثه إلى الجهتين على الترتيب، ويؤيده ما وقع عند ابن حبان في حديث جرير: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: يا جرير إنه لم يبق من طواغيت الجاهلية إلا بيت ذي الخلصة"، فإنه يشعر بتأخير هذه القصة جدًا، وسيأتي في حجة الوداع: أن جريرًا شهدها فكأن إرساله كان بعدها، فهدمها ثم توجه إلى اليمن، ولهذا لما رجع بلغته وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: (كنت ياليمن) في رواية أبي إسحاق عن جرير عند ابن عساكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى ذي عمرو وذي الكلاع يدعوهما إلى الإسلام فأسلما، قال: وقال لي ذو الكلاع، أدخل على أم شرحبيل يعني: زوجته، وعند الواقدي في الردة بأسانيد متعددة نحو هذا.

وذو الكلاع بفتح الكاف وتخفيف اللام، واسمه اسميفع بسكون المهملة وفتح الميم وسكون التحتانية وفتح الفاء وبعدها مهملة، ويقال: أيفع بن باكوراء، ويقال: ابن حوشب بن عمرو، وأما ذو عمرو فكان أحد ملوك اليمن وهو من حمير أيضًا، ولم أقف له على اسم غيره، ولا رأيت من أخباره أكثر مما ذكر في حديث الباب، وكانا عزما على التوجه إلى المدينة فلما بلغهما وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - رجعا إلى اليمن، ثم هاجرا في زمن

<<  <  ج: ص:  >  >>