للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كان يعبد من دون الله سواء كان صنمًا أو شيطانًا جنيًّا أو آدميًا فيدخل فيه الساحر والكاهن، والله أعلم.

وأما قول عكرمة: إن "الجبت بلسان الحبشة الشيطان" فقد وافقه سعيد بن جبير على ذلك لكن عبَّر عنه بالساحر، وهذا مصير منهما إلى وقوع المعرَّب في القرآن، وهي مسألة اختلف فيها، فبالغ الشافعي وأبو عبيدة اللغوي وغيرهما في إنكار ذلك، فحملوا ما ورد من ذلك على توارد اللغتين، وأجاز ذلك جماعة واختاره ابن الحاجب، واحتج له بوقوع أسماء الأعلام فيه كـ "إبراهيم" فلا مانع من وقوع أسماء الأجناس، وقد وقع في "صحيح البخاري" جملة من هذا، وتتبع القاضي تاج الدين السبكي ما وقع في القرآن من ذلك ونظمه في أبيات ذكرها في "شرحه على المختصر" وقد تتبعت بعده زيادة كثيرة على ذلك تقرب من عدة ما أورد، ونظمتها أيضًا، وليس جميع ما أورد هو متفقًا على أنه من ذلك، لكن اكتفى بإيراد ما نقل في الجملة فتبعته في ذلك وقد رأيت إيراد الجميع للفائدة.

ثم ذكر الحافظ تلك الأبيات ثم قال: وأنا معترف أنني لم أستوعب ما يستدرك عليه فقد ظفرت بعد نظمي هذا بأشياء، وقد عزمت أني إذا أتيت على آخر شرح هذا التَّفسير إن شاء الله تعالى ألحق ما وقفت عليه من زيادة في ذلك منظومًا، انتهى من "الفتح".

(١١ - باب قوله: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩] ذوي الأمر)

هكذا في النسخة "الهندية" وكذا في نسخة "القسطلاني" لكن بدون لفظ "باب"، وفي نسخة "الفتح" و"العيني": "باب {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ. . .} " إلخ.

قال الحافظ (١): وهو تفسير أبي عبيدة، قال ذلك في هذه الآية وزاد:


(١) "فتح الباري" (٨/ ٢٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>