للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٥ - باب قوله: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: ١١٨])

قال الحافظ (١): ذكر فيه حديث ابن عباس المذكور قبل، أورده مختصرًا، انتهى.

وقال العلَّامة القسطلاني (٢): فإن قيل: كيف جاز أن يقول: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ} فتعرض بسؤاله العفو عنه ما علمه أنه تعالى قد حكم بأنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة؟ وأجيب بأن هذا ليس بسؤال وإنما هو كلام على طريق إظهار قدرته تعالى على ما يريد وعلى مقتضى حكمه وحكمته، ولذا قال: {فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} تنبيهًا على أنه لا امتناع لأحد من عزته ولا اعتراض في حكمه وحكمته، فإن عذّبتَ فعدلٌ وإن غفرت ففضلٌ، وعدم غفران الشرك مقتضى الوعيد فلا امتناع فيه لذاته، انتهى.

[(٦) سورة الأنعام]

هكذا في النسخ الهندية بغير بسملة، وزاد في نسخ الشروح الثلاثة بعدها البسملة وقالوا (٣): سقطت البسملة لغير أبي ذر.

وقال العيني (٤): ذكر ابن المنذر بإسناده عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة - شرّفها الله - ليلًا جملة وحولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح، وعن مجاهد: نزل معها خمسمائة ملك يزفونها ويحفونها، وفي تفسير أبي محمد بن إسحاق البستي: خمسمائة ألف ملك، وروي عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما: نزلت الأنعام بمكة إلا ثلاث آيات فإنها نزلت بالمدينة وهي من قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا} إلى


(١) "فتح الباري" (٨/ ٢٨٦).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٢٢٨، ٢٢٩).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٢٨٧)، و"عمدة القاري" (١٢/ ٥٩٢)، و"إرشاد الساري" (١٠/ ٢٣٠).
(٤) "عمدة القاري" (١٢/ ٥٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>