للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا قال القسطلاني (١) والحافظ وزاد: قد أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد أن هذه الآية نزلت في المنافقين، انتهى.

قلت: وهذا مبني على نسخ الشروح فإن في نسختهم هذه الآية والآية الثانية وهي قوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا. . .} [التوبة: ١٠٢] إلخ، بابان مستقلان هكذا: "باب قوله: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ. . .} " إلخ، ثم بعده متصلًا بغير ذكر حديث: "باب قوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ. . .} " إلخ، وليس في النسخ الهندية التي بأيدينا على الآية الثانية لفظة "باب" فصارت الآيتان ترجمة لباب واحد.

وقال الحافظ (٢): ذكر فيه طرفًا من حديث سمرة في المنام الطويل، وسيأتي بتمامه مع شرحه في التعبير، انتهى.

(١٦ - باب قوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية [التوبة: ١١٣])

سقط لفظ الباب لغير أبي ذر، وذكر فيه حديث سعيد بن المسيب عن أبيه في قصَّة وفاة أبي طالب، وقد سبق شرحه في كتاب الجنائز، ويأتي الإلمام بشيء منه في تفسير القصص إن شاء الله تعالى، قاله الحافظ (٣).

وقال القسطلاني (٤) بعد ذكر حديث الباب: وقيل: إن سبب نزولها ما في "مسلم" و"مسند أحمد" و"سنن أبي داود" و"النسائي" و"ابن ماجه" عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الآخرة" قال في "الكشاف": وهذا أصح لأن موت أبي طالب كان قبل الهجرة وهذا آخر


(١) "إرشاد الساري" (١٠/ ٣١١)، و"فتح الباري" (٨/ ٣٤٠).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢٤١).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٣٤١).
(٤) "إرشاد الساري" (١٠/ ٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>