للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمهور بحذف الألف بعد الشين، وأبو عمرو بإشباعها في الوصل، وفي حذف الألف بعد الحاء لغة وقرأ بها الأعمش، واختلف في أنها حرف أو اسم أو فعل، وشرح ذلك يطول، والذي يظهر أن من حذفها رجّح فعليتها بخلاف من نفاها، ويؤيد فعليتها قول النابغة.

ولا أحاشي من الأقوام من أحد

فإن تصرف الكلمة من الماضي إلى المستقبل دليل فعليتها، واقتضى كلامه أن إثبات الألف وحذفها سواء لغة، وقيل: إن حذف الألف الأخيرة لغة أهل الحجاز دون غيرهم، انتهى.

ذكر المصنف في الباب حديث أبي هريرة مرفوعًا: "يرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركن شديد" الحديث، وقد تقدم شرحه في ترجمتي إبراهيم ولوط - عليهما السلام - في كتاب الأنبياء.

(٦ - باب قوله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} [يوسف: ١١٠])

تقدم الكلام عليه في "باب قول الله - عز وجل -: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧)} " من كتاب الأنبياء.

وبسط الكلام عليه أيضًا في "اللامع" (١) وهامشه فيما تقدم من الباب المذكور فارجع إليه لو شئت التفصيل.

قال القسطلاني (٢): قوله: "قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها" وهذا ظاهره أنها أنكرت قراءة التخفيف بناء على أن الضَّمير للرسل ولعلها لم تبلغها فقد ثبتت متواترة في قراءة الكوفيين في آخرين، ووجهت بأن الضمير في {وَظَنُّوا} عائد إلى المرسل إليهم لتقدمهم في قوله: {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [يوسف: ١٠٩] والضميران في "أنهم" و"كذبوا" على الرسل، أي: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا، أي: كذبهم


(١) "لامع الدراري" (٨/ ٣٣).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>