للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابقتين، فكان حق هذه الترجمة التقدم عليهما، وقد تقدم مثل ذلك في سورة آل عمران أيضًا.

(٦ - باب قوله: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء: ٥٥])

ذكر فيه حديث أبي هريرة: "خفف على داود القرآن"، ووقع في رواية لأبي ذر: "القراءة" والمراد بالقرآن مصدر القراءة لا القرآن المعهود لهذه الأمة، انتهى من "الفتح" (١).

وقال القسطلاني (٢) بعد ذكر الحديث: وفيه أن البركة قد تقع في الزمن اليسير حتى يقع فيه العمل الكثير، فمن ذلك أن بعضهم كان يقرأ أربع ختمات بالليل وأربعًا بالنهار، وقد أنبئتُ عن الشيخ أبي طاهر المقدسي أنه يقرأ في اليوم والليلة خمس عشرة ختمة، وهذا الرجل قد رأيته بحانوته بسوق القماش في الأرض المقدسة سنة سبع وستين وثمان مائة، وقرأت في "الإِرشاد": أن الشيخ نجم الدين الأصبهاني رأى رجلًا من اليمن بالطواف ختم في شوط أو في أسبوع، شك، وهذا لا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الرباني والمدد الرحماني، انتهى.

(٧ - باب قوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} [الإسراء: ٥٦])

قال القسطلاني (٣): قوله: "كان ناس من الإنس يعبدون ناسًا من الجن" استشكله السفاقسي من حيث إن الناس ضد الجن، وأجيب بأنه على قول من قال: إنه من ناس إذا تحرك، وقال الجوهري في "صحاحه": والناس قد يكون من الإنس والجن، فهو صريح في استعمال ذلك، ولئن سلمنا أن الجن لا يسمون ناسًا فهذا يكون من المشاكلة، نحو {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا


(١) "فتح الباري" (٨/ ٣٩٧).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٤١٢).
(٣) "إرشاد الساري" (١٠/ ٤١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>