للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للكبش، وفي "الأملح" إشارة إلى صفتي أهل الجنة والنار، انتهى.

وقال العيني (١): فإن قلت: الموت عرض ينافي الحياة أو هو عدم الحياة فكيف يذبح؟ قلت: يجعله الله مجسمًا حيوانًا مثل الكبش، أو المقصود منه التمثيل، وعن ابن عباس: أن الموت والحياة جسمان فالموت في هيئة كبش لا يمر بشيء ولا يجد ريحه شيء إلا مات، وخلق الحياة على صورة فرس أنثى بلقاء وهي التي كان جبرئيل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يركبونها، خطوها مد البصر، فوق الحمار دون البغل، لا يمر بشيء ولا يجد ريحها إلا حيي، وهو الذي أخذ السامري من أثرها فألقاه على العجل، انتهى.

(٢ - باب قوله: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إلا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: ٦٤])

قال الحافظ (٢): قوله: "ما يمنعك أن تزورنا" روى الطبري وابن مردويه عن ابن عباس قال: احتبس جبرئيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: أبطأ جبريل في النزول أربعين يومًا فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا جبريل ما نزلت حتى اشتقت إليك قال: أنا كنت أشوق إليك ولكني مأمور، وأوحى الله إلى جبريل: قل له: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إلا بِأَمْرِ رَبِّكَ} " وروى ابن مردويه في سبب ذلك عن أنس قال: "سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي البقاع أحبّ إلى الله وأيها أبغض إلى الله؟ قال: ما أدري حتى أسأل فنزل جبريل وكان قد أبطأ عليه" الحديث، وعند ابن إسحاق من وجه آخر عن ابن عباس: أن قريشًا لما سألوا عن أصحاب الكهف فمكث النبي - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيًا، فلما نزل جبريل قال له: "أبطأت" فذكره، وحكى ابن التِّين للداودي في هذا الموضع كلامًا في استشكال نزول الوحي في القضايا الحادثة مع أن القرآن قديم، وجوابه واضح فلم أتشاغل به هنا لكن ألممت به في كتاب التوحيد، انتهى.


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ١٤٨).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٤٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>