للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢ - باب قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} الآية [الفرقان: ٦٨])

قوله: ({يَلْقَ أَثَامًا} العقوبة) قال أبو عبيدة في قوله: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: ٦٨] أي: عقوبة، وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {يَلْقَ أَثَامًا} قال: نكالًا، قال: ويقال: إنه وادٍ في النار، وهذا الأخير أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو وعكرمة وغيرهما، انتهى من "الفتح" (١).

قوله: (نزلت هذه الآية تصديقًا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . .) إلخ، هكذا قال ابن مسعود، والقتل والزنا في الآية مطلقان وفي الحديث مقيدان وأما القتل فبالولد خشية الأكل معه، وأما الزنا فبزوجة الجار، والاستدلال لذلك بالآية سائغ لأنها وإن وردت في مطلق الزنا والقتل لكن القتل بذا والزنا بهذه أكبر وأفحش، وقد روى أحمد من حديث المقداد بن الأسود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرام، قال: لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره"، انتهى من "الفتح" (٢).

(٣ - باب قوله: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الفرقان: ٦٩]. . .) إلخ

قرأ الجمهور بالجزم في {يُضَاعَفْ} {وَيَخْلُدْ} بدلًا من الجزاء في قوله: {يَلْقَ أَثَامًا} بدل اشتمال، وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بالرفع على الاستئناف، انتهى (٣).


(١) "فتح الباري" (٨/ ٤٩٣).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٤٩٤).
(٣) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٤٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>