للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مجاز القرآن" لكن بلفظ "إلا هو" وكذا نقله الطبري عن بعض أهل العربية وكذا ذكره الفراء، وقال ابن التِّين: قال أبو عبيدة: {إلا وَجْهَهُ} أي: جلاله، وقيل: إلا إياه، تقول: أكرم الله وجهك، أي: أكرمك الله، انتهى من "الفتح" (١).

(١ - باب قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: ٥٦])

قال الحافظ (٢): لم تختلف النقلة في أنها نزلت في أبي طالب، واختلفوا في المراد بمتعلق {أَحْبَبْتَ} فقيل: المراد أحببت هدايته، وقيل: أحببته هو لقرابته منك.

قوله: (لما حضرت أبا طالب الوفاة. . .) إلخ، قال الكرماني (٣): المراد علاماتها وإلا فلو كان انتهى إلى المعاينة لم ينفعه الإيمان لو آمن، ويدل على الأول ما وقع من المراجعة بينه وبينهم، انتهى.

ويحتمل أن يكون انتهى إلى تلك الحالة لكن رجا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا أقر بالتوحيد ولو في تلك الحالة أن ذلك ينفعه بخصوصه وتسوغ شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لمكانه منه، ولهذا قال: "أجادل لك بها وأشفع لك" ويؤيد الخصوصية أنه بعد ما امتنع من الإقرار بالتوحيد وقال: "هو على ملة عبد المطلب" ومات على ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يترك الشفاعة له بل شفع له حتى خفف عنه العذاب بالنسبة لغيره، وكان ذلك من الخصائص في حقه، انتهى من "الفتح" (٤).

وقال القسطلاني (٥) في شرح الحديث: قوله: "فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [التوبة: ١١٣] " إلخ، واستشكل هذا بأن وفاة أبي طالب


(١) "فتح الباري" (٨/ ٥٠٥).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٥٠٦).
(٣) "الكواكب الدراري" (٧/ ١٣٥).
(٤) "فتح الباري" (٨/ ٥٠٦، ٥٠٧)
(٥) "إرشاد الساري" (١٠/ ٥٦٠، ٥٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>