للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٩) العَنْكَبُوت

وهكذا في نسخة "القسطلاني" بدون البسملة ولفظ السورة، وفي نسخة الحافظين بزيادتهما.

قال الحافظ (١): سقطت السورة والبسملة لغير أبي ذر، انتهى.

وقال العيني (٢): وهي مكية، وقال ابن عباس: فيها اختلاف في سبع عشرة آية فذكرها، وقال مقاتل: نزلت {الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ} [العنكبوت: ١، ٢] في مهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أول قتيل من المسلمين يوم بدر رماه ابن الحضرمي بسهم فقتله، وهو أول من يدعى إلى الجنّة من شهداء أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقال السخاوي: نزلت بعد {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: ١، ٢] وقبل سورة المطففين.

قوله: (قال مجاهد: {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت: ٣٨] ضللة) أي: في قوله تعالى: {فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}.

قوله: (ضللة) جمع ضال، قاله الكرماني، وفيه ما فيه، والصواب ضلالة، وكذا هو في عامة النسخ، وفي التفسير {مُسْتَبْصِرِينَ} يعني: في الضلالة، وعن قتادة: مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها، وعن الفراء: عقلاء ذوي بصائر، وعن الضحاك والكلبي ومقاتل: حسبوا أنهم على الحق والهدى وهم على الباطل، انتهى.

قال القسطلاني (٣): والمعنى أنهم كانوا عند أهلهم مستبصرين، وقال في "الأنوار": أي متمكنين من النظر والاستبصار ولكنهم لم يفعلوا، وفي نسخة "ضلالة" بألف بين اللامين، انتهى.

قوله: (وقال غيره: الحيوان والحي واحد) كما في نسخة الحاشية، قال الحافظ (٤): ثبت هذا لأبي ذر وحده، وللأصيلي: "الحيوان والحياة واحد"


(١) "فتح الباري" (٨/ ٥١٠).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٢٢٤، ٢٢٥).
(٣) "إرشاد الساري" (١٠/ ٥٦٥).
(٤) "فتح الباري" (٨/ ٥١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>