للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما فهم الراوي، قال النووي: وظاهر السياق أنه ضحك تصديقًا له، بدليل قراءته الآية التي تدل على صدق ما قال الحبر، والأولى في هذه الأشياء الكفّ عن التأويل مع اعتقاد التنزيه، فإن كل ما يستلزم النقص من ظاهرها غير مراد، انتهى من "الفتح" (١).

(٣ - باب قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: ٦٧])

لما وقع ذكر الأرض مفردًا حسن تأكيده بقوله: {جَمِيعًا} إشارة إلى أن المراد جميع الأراضي، وحديث الباب سيأتي شرحه مستوفي في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى (٢).

(٤ - باب قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: ٦٨])

اختلف في تعيين من استثنى الله، وقد لَمحت بشيء من ذلك في ترجمة موسى من أحاديث الأنبياء، انتهى من "الفتح" (٣).

قال العيني (٤): قوله: {إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} اختلفوا فيه فقيل: هم الشهداء، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل جبريل - عليه السلام - عن هذه الآية: "من أولئك الذين لم يشأ الله؟ قال: هم الشهداء متقلدين أسيافهم حول العرش" وقيل: هم جبريل وميكائيل وإسرافيل، رواه أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن كعب الأحبار: اثنا عشر: حملة العرش ثمانية وجبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، وعن الضحاك: هم رضوان والحور العين ومالك والزبانية، وعن الحسن: {إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} يعني: الله وحده، وقيل: عقارب النار وحياتها، وحديث الباب قد مضى مطولًا في أول "باب


(١) "فتح الباري" (٨/ ٥٥١).
(٢) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٥٥١).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٥٥٢).
(٤) "عمدة القاري" (١٣/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>