للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: أن الكل في الحكم واحد فمهما قيل مثلًا في {الم} يقال مثله في {حم}، وقد اختلف في هذه الحروف المقطعة التي في أوائل السور على أكثر من ثلاثين قولًا ليس هذا موضع بسطها، إلى آخر ما في "الفتح".

(٤١) حم السجْدَة

كذا في النسخة "الهندية" بدون لفظ السورة، وكذا في نسخة "القسطلاني" لكن بزيادة البسملة بعدها، وفي نسخة الحافظين ابن حجر والعيني بزيادتهما.

قال العيني (١): وهي مكية بلا خلاف، نزلت بعد المؤمن وقبل الشورى، انتهى.

قوله: (وقال طاوس عن ابن عباس: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [فصلت: ١١] أعطيا. . .) إلخ.

قال الحافظ (٢): وصله الطبري وابن أبي حاتم بإسناد على شرط البخاري في الصحة، ولفظ الطبري في قوله: {ائْتِيَا} قال: أعطيا، وفي قوله: {قَالَتَا أَتَيْنَا} قالتا أعطينا، وقال عياض: ليس "أتى" ها هنا بمعنى "أعطى"، وإنما هو من الإتيان، وهو المجيء بمعنى الانفعال للوجود، بدليل الآية نفسها، وبهذا فسّره المفسرون أن معناه: جيئا بما خلقت فيكما وأظهراه، قالتا: أجبنا، وروي ذلك عن ابن عباس، قال: وقد روي عن سعيد بن جبير نحو ما ذكره المصنف، ولكنه يخرج على تقريب المعنى أنهما لما أمرتا بإخراج ما فيهما من شمس وقمر ونهر ونبات وغير ذلك وأجابتا إلى ذلك كان كالإعطاء؛ فعبر بالإعطاء عن المجيء بما أودعتاه، قلت: فإذا كان موجهًا وثبتت به الرواية فأي معنى لإنكاره عن ابن عباس، وكأنه لما رأى عن ابن عباس أنه فسره بمعنى المجيء نفى أن يثبت عنه أنه


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٢٨٢).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٥٥٦، ٥٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>