للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٧ - باب قوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} الآية [المنافقون: ٧])

وهكذا في نسخة الحافظين، وفي نسخة "القسطلاني" بدون لفظ "باب".

قال الحافظ (١): ووقع في رواية زهير سبب قول عبد الله بن أُبي ذلك وهو قوله: خرجنا في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أُبي: {لَا تُنْفِقُوا} الآية، فالذي يظهر أن قوله: {لَا تُنْفِقُوا} كان سبب الشدة التي أصابتهم، وقوله: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} سببه مخاصمة المهاجري والأنصاري كما تقدم في حديث جابر، انتهى.

قوله: (فكتب إليه زيد بن أرقم) قال الحافظ: وكان يومئذ بالكوفة يسليه، ومحصل ذلك أن الذي يصير إلى مغفرة الله لا يشتد الحزن عليه، فكان ذلك تعزية لأنس فيهم، وللترمذي (٢) من رواية علي بن زيد عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم أنه كتب إلى أنس بن مالك يعزيه فيمن أصيب من أهله وبني عمه يوم الحرة، فكتب إليه: إني أبشرك ببشرى من الله، أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم اغفر للأنصار ولذراري الأنصار ولذراري ذاريهم" انتهى.

وقال العيني (٣): مطابقة الحديث للترجمة تؤخذ من آخر الحديث وهو قوله: "هذا الذي أوفى الله له بأذنه" وذلك أن زيد بن أرقم لما حكى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول عبد الله بن أُبي قال له - صلى الله عليه وسلم -: "لعله أخطأ سمعك" قال: لا، فلما نزلت الآية التي هي الترجمة لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيدًا من خلفه فحرك أذنه فقال: "وفت أذنك يا غلام"، وهو معنى قوله: "هذا الذي أوفى الله له بأذنه"، وهذا الحديث من أفراده، انتهى.

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤): قوله: "هو الذي يقول


(١) "فتح الباري" (٨/ ٦٥١).
(٢) انظر: "سنن الترمذي" (٣٩٠٢).
(٣) "عمدة القاري" (١٣/ ٤١١).
(٤) "لامع الدراري" (٩/ ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>