للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} حيث وقع المدبر صفةً للخيل وكانت لراكبيه، وذلك لأن الملائكة ليست متصفة بهذا النوع من الطهر، وأما على الثاني فمعنى قوله: {مُطَهَّرَةٍ} إلخ أن إطلاق المطهرة على الصحف مجاز، وأما الحقيقة فما هو في قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} فإن المطهر صفة للملك لأنه الذي طهر عن المأثم وسائر الأنجاس حدثًا كان أو خبثًا، وأما الصحف فلا يقع عليها التطهير لأنها لا تقبل النجس، ولا تصلح له حتى يصح ورود التطهير عليها، فليس ذلك إلا وصفًا للشيء بما يلابسه، كما وصفت الخيول بصفة الراكبين وإن كان الوصف في الخيول للركب وههنا بالعكس، وعلى هذا فقوله: "فجعل التطهير لمن حملها أيضًا" لا يخلو إرجاعه إلى هذا التقرير عن تكلف؛ لأن ظاهره لا يفيد هذا المدعي، وغاية توجيهه أن يقال: "فجعل التطهير" صفة للصحف "لأجل من حملها" أي: بواسطته ولتوصله "أيضًا" أي: كما قال صفة للصحف أصالة، انتهى.

قوله: (وهو عليه شديد فله أجران) قال الحافظ (١): قال ابن التِّين: اختلف هل له ضعف أجر الذي يقرأ القرآن حافظًا أو يضاعف له أجره وأجر الأول أعظم، قال: وهذا أظهر، ولمن رجح الأول أن يقول: الأجر على قدر المشقة، انتهى.

زاد القسطلاني (٢): لكن لا نسلم أن الحافظ الماهر خال عن مشقة لأنه لا يصير كذلك إلا بعد عناء كثير ومشقة شديدة غالبًا، انتهى.

(٨١) {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

هكذا في النسخة "الهندية" بغير لفظ سورة وبدون البسملة، وفي نسخ الشروح الثلاثة من "الفتح"" و"العيني" و"القسطلاني" بزيادتهما.

قال القسطلاني (٣): سقط لفظ سورة والبسملة لغير أبي ذر، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٦٩٣).
(٢) "إرشاد الساري" (١١/ ٢٢٣).
(٣) "إرشاد الساري" (١١/ ٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>