للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(١٢ - باب فضل سورة الفتح)]

وفي رواية غير أبي ذر بغير "باب" كما تقدم.

(١٣ - باب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١] فيه عمرة عن عائشة. . .) إلخ

قال الحافظ (١): هو طرف من حديث أوله: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلًا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد" الحديث وفي آخره: "أخبروه أن الله يحبه" وسيأتي موصولًا بتمامه في أول كتاب التوحيد، وتقدم في صفة الصلاة من وجه آخر عن أنس، وذهل الكرماني فقال: قوله: "فيه عمرة" أي: روت عن عائشة حديثًا في فضل سورة الإخلاص ولما لم يكن على شرطه لم يذكره بنصّه واكتفى بالإشارة إليه إجمالًا، كذا قال، وغفل عما في كتاب التوحيد، والله أعلم، انتهى.

قوله: (ثلث القرآن) اختلفوا في معناه على أقوال بسطها الحافظ في "الفتح" وأجملها صاحب "التعليق الممجد" فقال (٢): قوله: "إنها لتعدل" أي: تساوي ثلث القرآن؛ لأن معاني القرآن ثلاثة علوم: علم التوحيد، وعلم الشرائع وعلم تهذيب الأخلاق، وسورة الإخلاص تشتمل على القسم الأشرف منها الذي هو كالأصل للقسمين وهو علم التوحيد، وقال الطيبي: وذلك لأن القرآن على ثلاثة أنحاء: قصص، وأحكام، وصفات الله - عز وجل -، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ} متمحضة للصفات فهي ثلث القرآن، وقيل: ثوابها يضاعف بقدر ثلث القرآن، فعلى الأول لا يلزم من تكريرها استيعاب القرآن وختمه، وعلى الثاني يلزم، وقال ابن عبد البر: من لم يتأول هذا الحديث أخلص ممن اختار الرأي، وإليه ذهب أحمد وإسحاق فإنهما حملا الحديث على أن


(١) "فتح الباري" (٩/ ٥٩).
(٢) "التعليق الممجد" (١/ ٥٢٦، ٥٢٧)، وانظر: "فتح الباري" (٩/ ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>