للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وترجم الإمام البخاري هناك بـ "باب حسن إسلام المرء"، وتقدم الكلام على المسألة هناك، يعني: هل الكافر يثاب على حسناته إذا أسلم؟ وأيضًا قد ترجم المصنف في "كتاب الزكاة" بـ "باب من تصدق في الشرك ثم أسلم"، وأخرج فيه حديث حكيم بن حزام المذكور في هذا الباب.

[(١٧ - باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به)]

أي: ببعض جسده.

قوله: (أو قبلها أو مازحها) قال ابن التِّين: ليس في الخبر المذكور في الباب للتقبيل ذكر، فيحتمل أن يكون لما لم ينهها عن مسّ جسده صار كالتقبيل، وإلى ذلك أشار ابن بطال، والذي يظهر لي أن ذكر المزح بعد التقبيل من العام بعد الخاص، وأن الممازحة بالقول والفعل مع الصغيرة إنما يقصد به التأنيس، والتقبيل من جملة ذلك، انتهى من "الفتح" (١).

وأورد العلامة العيني (٢) على قول الحافظ: من العام بعد الخاص: بأنه ليس كذلك؛ لأن لكل واحد من التقبيل والمزاح معنى خاصًّا، وليس بينهما عموم وخصوص، انتهى.

وحكى القسطلاني قول ابن التِّين المتقدم في كلام الحافظ ثم قال: كذا قال فليتأمل (٣)، انتهى.

والأوجه عند هذا العبد الضعيف: أن الباب الآتي من قبيل باب في باب، كما هو معروف من أصول التراجم فلا إيراد ولا حاجة إلى الجواب.

[(١٨ - باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته)]

لعل المصنف أشار إلى أن القبلة والمعانقة وغيرهما رحمة، وردّ على من أنكره من المتكبرين كما يستفاد من قول الأقرع بن حابس، قال


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٤٢٥).
(٢) "عمدة القاري" (١٥/ ١٦١).
(٣) "إرشاد الساري" (١٣/ ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>