للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفعل والصفة، يقال: طويل فاحش الطول إذا أفرط في طوله، لكن استعماله في القول أكثر، والمتفحش بالتشديد، أي: الذي يتعمد ذلك ويكثر منه ويتكلفه، انتهى (١).

[(٣٩ - باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل)]

جمع في هذه الترجمة بين هذه الأمور الثلاثة؛ لأن السخاء من جملة محاسن الأخلاق بل هو من معظمها، والبخل ضده، ثم بسط الحافظ الكلام في تحقيق معنى الحسن والخلق والسخاء والبخل، ثم قال: وأشار بقوله: "وما يكره من البخل" إلى أن بعض ما يجوز إطلاق اسم البخل عليه قد لا يكون مذمومًا، انتهى من "الفتح" (٢).

[(٤٠ - باب كيف يكون الرجل في أهله)]

ذكر فيه حديث عائشة "كان في مهنة أهله"، وقد تقدم شرحه في أبواب صلاة الجماعة من "كتاب الصلاة"، والمهنة بكسر الميم وبفتحها، وأنكر الأصمعي الكسر وفسّرها هناك بخدمة أهله، وبينت أن التفسير من قول الراوي، وقد وقع في حديث آخر لعائشة أخرجه أحمد وابن سعد وصححه ابن حبان من رواية هشام بن عروة عن أبيه: "قلت لعائشة: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم"، ولأحمد من حديث عائشة: "يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويرقع دلوه"، وفي رواية عنها أيضًا بلفظ: "ما كان إلا بشرًا من البشر، كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه"، وأخرجه الترمذي في "الشمائل" وفي رواية عند ابن سعد: "كان ألين الناس وأكرم الناس وكان رجلًا من رجالكم، إلا أنه كان بسامًا"، قال ابن بطال: من أخلاق الأنبياء التواضع، والبعد عن التنعم، وامتهان النفس ليستنّ بهم، ولئلا


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٤٥٣).
(٢) "فتح الباري" (١٠/ ٤٥٦، ٤٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>